متلازمة جفاف العين – الأعراض والعلاج

عادة ما توصف الصورة الطبية لمتلازمة جفاف العين من الناحية الفنية، بأنها اضطراب في الترطيب، أو التهاب القرنية والملتحمة الجاف، كما يشار إليها أيضاً باسم المتلازمة الجفافية والتي تحصل عندما لا يكون هناك سائل دمعي كافٍ، أو في حال كانت هناك تغيرات في تركيبته. كما يمكن لمشاكل الصحة العامة أو بعض الأمراض المحددة التي تصيب العين أن تتسبب بجفاف العين. وفي كافة الحالات، هنالك خشية من تمزق الغشاء الدمعي والذي يشكّل طبقة حماية فوق سطح العين.

جفاف العينين أو كما يعرف باسم المتلازمة الجفافية والتي تترافق بالاحمرار والحرقة والإحساس بوجود جسم غريب في العين.

العوامل المختلفة المؤثرة على الغشاء الدمعي 

تتزايد معاناة الناس يوماً بعد يوم من مخاطر جفاف العين،  ويعود ذلك إلى التغيرات على الظروف البيئية وأنماط الحياة من جهة، وإلى التزايد المستمر في عدد الأشخاص المتقدمين بالعمر من جهة أخرى، حيث تتزايد مخاطر اضطرابات الترطيب مع التقدم بالعمر. وغالباً ما يتسبب العمل المستمر على الشاشة بجفاف العين. حيث أننا نرمش بشكل أقل بكثير أثناء العمل على الحاسوب أو الهاتف الذكي مما نفعل أثناء الأنشطة الأخرى. الأمر الذي  يؤدي إلى ضعف في توزع الغشاء الدمعي على سطح العين.

كما أن من يرتدون العدسات اللاصقة هم عادة أكثر عرضة للإصابة بجفاف العينين، ذلك لأن العدسات اللاصقة  تعيق تدفق وتوزع السائل الدمعي على سطح العين ما يزيد من خطر اضطراب الترطيب بنسبة اثني عشرة مرة. بينما يمكن لأجواء الهواء  الجاف الناجم عن التدفئة المركزية، وأنظمة تكييف الهواء، وغازات العوادم، والأوزون والدخان، الإضرار كذلك بالغشاء الدمعي .

يمكن لإصابات العين أو التهاباتها أن تؤثر على كمية الدمع أو تركيبة السائل الدمعي. فالأمراض، وتحديداً أمراض البشرة أو الأعصاب، والأدوية المختلفة، كصادات بيتا، أن تؤثر أحياناً على مقدار وجودة الغشاء الدمعي .

 

الغشاء الدمعي الممزق لا يقدم الحماية للعين

في حال كانت كمية  سائل الترطيب قليلة جداً للعين، أو في حال تغيرت تركيبة السائل الدمعي فقد يؤدي ذلك إلى تمزق الغشاء الدمعي، ما يؤدي بدوره إلى فرط تحسس العين تجاه البيئة. يوفر السائل الدمعي حماية هامة للعين، كما يعمل على تزويد الطبقة العليا من الخلايا بالمواد الغذائية والأكسجين. إذ يمكن في حال تضرر طبقة الترطيب دخول المزيد من الجراثيم ليحصل الالتهاب بسرعة أكبر. وعلاوة على ذلك، يمكن لتمزق الغشاء الدمعي أن يؤدي إلى جفاف وتخرش وتغيم القرنية ما قد يؤدي بضرر دائم للقدرة على الإبصار .

جفاف العين يتسبب بالحكة والحرقة

تحصل العديد من الأعراض عند اضطراب عملية  ترطيب العين، وتترافق المتلازمة الجفافية عادة بأعراض كالاحمرار والتخرش والحرقة والحكة، علاوة على الإحساس بوجود جسم غريب في العين، بما يتسبب بإرهاق وسيلان الدمع من العينين بشكل كبير.

 

المساعدة الصحيحة لجفاف العين

عادة ما يكون مفيداً لغالبية المرضى ممن يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة لاضطراب ترطيب العين، الاكتفاء بترطيب العينين عدة مرات في اليوم باستخدام قطرات مناسبة، أو كما تسمى بالدموع الاصطناعية. بينما تقدم قطرات العين حلاً فعالا أيضاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من جفاف العين في مواقف معينة، كالعمل على الحاسوب أو التواجد في أماكن فيها رياح. أما بالنسبة للأعراض الأشد والمزمنة أكثر فتوجد قطرات جل مصممة خصيصاً تمتاز بلزوجة أعلى مما هي في قطرات ترطيب العين، وبالتالي تدوم على سطح العين لفترة أطول. كما يمكن لاستخدام المراهم بشكل إضافي أثناء الليل أن يساعد، لاسيما وأن إنتاج السائل الدمعي يقل بشكل كبير أثناء النوم.  وهذا يتسبب بالتصاقات على حافة الجفن ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى ضرر خفيف بسطح العين. وبالإضافة لذلك، يجب التقليل من العوامل التي تعزز من جفاف العينين قدر الإمكان. تفادي أنظمة تكييف الهواء والعمل على تهوية الغرف المدفأة بشكل منتظم. كما يوصى بعدم البقاء في غرفة المدخنين. ونصيحتنا التي نقدمها  بدلاً من الجلوس قبالة التلفاز بعد العمل، هي القيام بجولة والمشي في الهواء الطلق – فهذا يُعد بمثابة عطلة للعينين.

في حال كانت متلازمة جفاف العين نتيجة لمرض جهازي، أو تناول الأدوية، أو إصابة في العين، فعندها يجب الحد من هذه الأسباب عند الإمكان. لهذا فمن المهم استشارة الطبيب. وفي حال وجود أو ملاحظة أي مشاكل فلا تترددوا باستشارة اختصاصي، فهو الشخص الأقدر على تقديم  التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب

 

 

.

الغشاء الدمعي 

يتكون الغشاء الدمعي لدينا بشكل أساسي من ثلاثة طبقات. الطبقة الخارجية التي تلامس هواء الجو وهي طبقة رقيقة من الزيت ①، وعملها هو منع الطبقة الرطبة تحتها من التبخر بشكل سريع. الطبقة الرطبة ② والتي تحتوي على مكونات أساسية لخلايا القرنية كالأكسجين والمواد الغذائية وعناصر أخرى بمقادير ضئيلة. أما المكون الثالث – فهو الطبقة المخاطية ③ والتي تكون على تماس مباشر مع سطح العين – وتقوم بوظيفة هامة وهي نشر السائل الدمعي بشكل متساوٍ على سطح العين. تضمن هذه الطبقة المخاطية تماسك الغشاء الدمعي بالقرنية والملتحمة  ④فضلاً عن وصول الأكسجين والمواد الغذائية بشكل أكيد إلى خلايا هذه الأنسجة (الشكل 1).

 

في حال عدم وجود سائل دمعي كافٍ أو كان تركيب الدموع غير صحيح، فيمكن للغشاء الدمعي أن يتمزق (الشكل 2). وعندما يحدث هذا، ينقطع توريد الأكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا سطح العين، وتكون النتيجة ضرر الخلية ما يؤدي إلى أعراض التهابية كالحكة والحرقة والإحساس بوجود جسم غريب والاحمرار والألم. وفي مرحلة متقدمة، يمكن أن يؤدي هذا إلى ضرر القرنية والملتحمة.

 

الشكل 1

الشكل 2

TOP